هي واحدة من تلك الذكريات اللي تحفظها كاميرا بسيطة، وإمكانات مادية أبسط، لكنها تسكن القلب للأبد. في عام 1434/1435هـ، بين جدران فصل دراسي عادي، اجتمعنا – أنا ونخبة من الطلاب المميزين، علمًا وروحًا وأدبًا – لنصنع معًا شيئًا مختلفًا.
قضينا أيامًا لا تُنسى، نتعلم ونتشارك مهارات إنتاج الفيديو التعليمي، ونتدرب على العرض والإلقاء، ونمارس الحوار والنقاش بروح الفريق في قالب تقني واجتماعي وتربوي أسميناه: “هذا فيلمي”.
ما كان الهدف مجرد إنتاج فيديو، بل كان الهدف أن ننطلق بخيالنا، نبحث عن المعرفة ونرسمها بطريقتنا، كل واحد من الطلاب أبدع في اختيار موضوعه العلمي وقدم رؤيته الخاصة. كانت تلك التجربة درسًا في الحرية والإبداع، وتأكيد أن البيئة البسيطة قد تصنع أروع الذكريات وأصدق النجاحات.
ورغم أن تلك اللحظات مضت عليها سنوات، إلا أن أثرها ما زال حاضرًا في الذاكرة والقلب. فكل الشكر والتقدير للمعلمين الأفاضل الذين شاركونا تلك التجربة المميزة، وساندونا في بداياتنا الأولى، وأعطونا من وقتهم وخبرتهم بكل حب وصدق.
كما أجدد امتناني للطلاب الرائعين الذين أضاؤوا المكان بحماسهم وفضولهم وإبداعهم، وتركو في كل زاوية من الفصل ذكرى لا تُنسى، مع خالص دعواتي لهم بدوام التوفيق والسداد.
حتى وإن مضت الأعوام وتغيرت الأماكن، ستظل تلك الأيام علامة فارقة في مسيرتنا، وستبقى كلمات الشكر عاجزة عن رد الجميل لكل من شاركنا تلك الرحلة.
